عباس يعلن عدم الترشح للانتخابات الرئاسة الفلسطينية القادمة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال الرئيس محمود عباس إنه أبلغ اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلطسينية والمركزية لحركة فتح بعدم رغبته بترشيح نفسه لانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأضاف الرئيس
عباس في خطاب وجهه للشعب الفلسطيني يوم الخميس: "هذا القرار ليس من باب
المساومة أو المناورة أو المزاودة إطلاقًا.. إنني إذ أقدر للأخوة أعضاء
القيادتين ما عبروا عنه من مواقف، فأنني آمل منهم تفهم رغبتي هذه، علمًا
بأن هناك خطوات أخرى سوف أتخذها في حينه".

وقال عباس
إنه رغم كل أشكال المعاناة تحت يد الاحتلال وفي مخيمات اللجوء والمنافي،
لمراجعة هادئة وتقويم موضوعي للمرحلة التي نمر بها، فنحن على مفترق طرق لا
تنفع معها الأحكام الجاهزة ولا تبسيط الأمور.

وأضاف "أبناء
شعبنا العظيم، على مدى مسيرتنا النضالية الطويلة والشاقة أدركنا تعقيدات
قضيتنا وأبعادها الإقليمية والدولية وأدركنا أن النكبة التي حلت بشعبنا
عام 1948 كان يراد لها أن تمحو أسم فلسطين وشعب فلسطين، فكانت ثورتنا
المسلحة عام 1965 وقيام منظمة التحرير الفلسطينية الرد الذي أثبتنا من
خلاله وجودنا وانتزاع شرعية الاعتراف بحقنا الذي قمنا بصياغته عبر
مؤسساتنا الديمقراطية وبما يتلاءم مع أهداف وقرارات محيطنا الإقليمي وبما
يقبله ويعترف به المجتمع الدولي".

وتابع قائلا
: "قدمنا تضحيات غالية حتى تم الاعتراف بوجودنا وبحقنا في إقامة دولتنا
وقبلنا بما أقرته الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ثم الاتفاقات التي وقعناها
مع الجانب الإسرائيلي بقيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات منذ اتفاقية أوسلو
عام 1993 وإلى خطة خارطة الطريق التي تضمنت مبادرة السلام العربية، وكل
تنطلق من مبدأ الأرض مقابل السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع
عام 1967 للأرض الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع
غزة، وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين بالاستناد إلى قرار
الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 .

وشدد رئيس السلطة على أننا والإسرائيليين تعدنها وبرعاية ومشاركة المجتمع
الدولي للوصول إلى حل الدولتين عبر المفاوضات، ولكن شهرا بعد شهر وسنة بعد
أخرى كان التسويف والمماطلة وتزايد النشاط الاستيطاني الاسرئيلي يقوض
مصداقية المفاوضات ووصل الأمر مع الحكومة الإسرائيلية الحالية إلى درجة
الإعلان وممارسة ما يتناقض مع المبادئ الأساسية للسلام الذي تضمنتها
قرارات مجلس الأمن وما نصت عليه خارطة الطريق.

وأشار عباس
إلى أننا طلبنا جنبا إلى جنب مع المجتمع الدولي من الحكومة التي شكلتها
حركة حماس عام 2006، بأن تلتزم بالاتفاقات الموقعة سابقا وبخارطة الطريق
وبقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وبالمبادرة العربية".

وأكد رئيس
السلطة الفلسطينية أنه منذ تم انتخابي بعد استشهاد قائدنا الرمز الأخ أبو
عمار قبل خمسة سنوات، إلتزمت بما أعلنته بكل صراحة في برنامجي الانتخابي
سواء على صعيد أمننا الداخلي أو الشفافية والمحاسبة وإرساء سيادة القانون
أو تحسين وضعنا الاقتصادي الذي تحقق في الضفة الغربية مع تخصيص الجزء
الأكبر من الموازنة للمواطنين في قطاع غزة رغم الانقلاب الذي قامت به حركة
حماس.

وأشار إلى
أنه كرس مبدأ الانتخابات على كل الأصعدة والتي شملت المجلس التشريعي
والبلديات والنقابات وكذلك عقد مؤتمر فتح رغم كل محاولات التعطيل
والمماطلة، ثم انعقاد المجلس الوطني واستكمال أعضاء اللجنة التنفيذية.

وأوضح عباس
أن أخطر ما شهدته الساحة الفلسطينية الداخلية خلال هذه الأعوام الخمسة هو
الانقلاب الدموي الذي قامت به حركة حماس في قطاع غزة، والذي واجهته
القيادة الوطنية رغم الجراح والألأم بتحريم الدم الفلسطيني وبالدعوة
الصادقة إلى استعادة الوحدة عبر الحوار.

وأشاد رئيس
السلطة الفلسطينية بالجهود المشكورة التي بذلتها مصر طوال المرحلة الماضية
للوصول إلى اتفاق، كانت حركة حماس تفشله في كل مرة تحت ذرائع وحجج واهية،
كان أخرها تقرير جولدستون الذي ثبت للجميع صحة موقفنا منه منذ البداية
وحتى المرحلة الحالية التي وصل إليها في الجمعية العامة للأمم المتحدة،
رغم تخلي الكثيرين عنا.

وأوضح أن عدم
توقيع حماس على الوثيقة المصرية التي اطلعوا ووافقوا على مضمونها مسبقا،
ثم الإدعاء بأنه جري تغيير فيها، إنما هو إمعانا في النهج الذي لم تستفد
منه سوي الأوساط الإسرائيلية الذي تكرر مقولة عدم وجود الشريك الفلسطيني،
وهو نهج يدعي المقاومة ليبقي حالة الحصار والدمار والمعاناة التي يعيشها
أبناء شعبنا في قطاع غزة الحبيب.

وتابع عباس
قائلا :"ألم يحن الوقت لقيادة حماس بإعادة النظر في سياساتها وممارستها
المدمرة للمشروع الوطني، وأن تتوقف عن الإصغاء لأصحاب المشاريع الإقليمية،
وتفكر ولو لمرة واحدة لمصلحة الشعب الذي لن تحل مشاكله بواسطة الأموال
التي تأتى من هنا أو هناك أو عبر تجارة الانفاق التي أثري البعض منها،
ولكنها أودت بحياة العشرات من أبناء شعبنا ابناء الأسر الفقيرة".

أكد عباس أن
الشعب الفلسطيني إمكاناته محدودة لكنه سعى في الماضي ولازال يسعى من أجل
تعريف العالم بعدالة قضيته في مواجهة إعلام قوي ومسيطر لطالما حاول أن
يحوله من ضحية إلى جلاد ومن معتدى عليه إلى معتدي .

عباس يعلن عدم الترشح للانتخابات الرئاسة الفلسطينية القادم

وتابع عباس
قائلا :"تعلمنا من تجربتنا المريرة سهولة اتهام الفلسطيني وسهولة اعتقاله
وطرده وإقصائه، هذه المعاناة الطويلة هي سبب رغبتنا الشديدة بأن نعيش
كبقية شعوب الأرض في دولتنا الحرة والمستقلة، وأن نبحث عن أصدقاء في كل
مكان لا يكونون بالضرورة أعداء لإسرائيل بل إلى أشخاص أو أحزاب أو دول تقف
إلى جانب الحق والعدالة النسبية في هذا العالم ، وتكون وسيطا نزيها لهذا
الصراع بيننا وبين إسرائيل".

وأضاف "لقد
سعينا إلى إقامة أفضل العلاقات مع مختلف دول العالم متفهمين في نفس الوقت
مصالح هذه الدول والعوامل المؤثرة في سياسياتها، وشملت ذلك الولايات
المتحدة الامريكية التي لا يمكن انكار مركزية دورها في الوصول إلى تحقيق
السلام، فاعربنا عن شكرنا لاحتضانها توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 في عهد
الرئيس كلينتون وجهود لدفع عملية السلام، كما ثمنا الإعلان غير المسبوق
للرئيس جورج بوش بشأن رؤياه حول الدولتين ، وأعلنا ترحيبنا أيضا وتفاؤلنا
بما أعلنه الرئيس باراك أوباما بشأن ضرورة الإيقاف التام للاستيطان بما
فيه النمو الطبيعي وبحل للصراع خلال برنامج زمني محدود".

وشدد الرئيس
عباس على أن المواقف المعلنة للولايات المتحدة الأمريكية بشأن الاستيطان
وتهويد القدس وضمنها مواقف معروفة وهي محط تقدير من جانبا، إلا أننا
فوجئنا بمحاباتها للموقف الإسرائيلي.

وأشار إلى أن
المشكلة التي تحتاج إلى حل هي أن إسرائيل وخاصة حكومتها الحالية ترفض
إيقاف الاستيطان، وتطالب بإجراء مفاوضات بدون الاستناد إلى مرجعية مواصلة
استيطانها في مختلف أنحاء الضفة الغربية وبخاصة القدس الشرقية المحتلة
التي تتعرض إلى تغيير معالمها العربية بشكل غير مسبوق يشمل تدمير منازل
المواطنين الفلسطينيين والاستيلاء عليها وتقييد وجود سكانها مسيحيين
ومسلمين وصولا إلى المس بمؤسساتها الدينية وبخاصة حول وتحت المسجد الأقصي
مما يهدد بصراحة لإعطاء الصراع طابع حرب دينية لها أبعادها الخطيرة على
المستوي العالمي وليس الإقليمي فقط.

وشدد عباس
على أن خطورة الوضع والمأزق الذي نمر به تدفعني إلى مخاطبة الحكومة
الإسرائيلية والرأي العام الإسرائيلي بكلمات قليلة وواضحة .. السلام أهم
من أي مكسب سياسي لأي حزب .. والسلام أهم من أي ائتلاف حكومي إن كانت
نتيجته دفع المنطقة نحو الهاوية أو المجهول.

وتابع عباس
قائلا "لقد كانت وجهة نظري منذ سنوات طويلة بأن السلام ممكن، وعملت صادقا
من أجل ذلك رغم كل ما تحملته على المستوي الشخصي من أذي وتجريح، ومحصلة
تجربتي أن الوصول إلى حل الدولتين فلسطين وإسرائيل تعيشان جنبا إلى جنب
بأمن وسلام لازال ممكنا رغم ما يواجهه من أخطار ازدادت حدتها مؤخرا".

إلا أن عباس اشترط لتحقيق السلام أن يتم الالتزام بكل المبادئ والمرجعيات والأسس التالية : -

أولا :
قرارات الأمم المتحدة بشأن الصراع وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية
ورؤيا حل الدولتين على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338 و 1518، مع
الاستفادة من كل تقدم حصل في المفاوضات بكامب ديفيد وطابا وانابوليس.

ثانيا : الحدود تستند إلى الوضع الذي كان سائدا ما قبل الرابع من حزيران 1967 .

ثالثا : القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين مع ضمان حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة.

رابعا : حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطيني كما ورد في مبادرة السلام العربية التي أصبحت جزءا من خارطة الطريق.

خامسا : لا شرعية لبقاء المستوطنات فوق أراضي الدولة الفلسطينية.

سادسا : ترتيبات أمنية يقوم بها طرف ثالث على الحدود بين دولتي فلسطين وإسرائيل.

سابعا : حل
قضية المياه حسب القانون الدولي وحق الدول الفلسطينية في السيطرة على
مصادرها المائية وعلى أجواءها وكل ما تملك فوق الارض وتحت الأرض والسعي
لتعاون إقليمي في مجال المياه.

ثامنا : إغلاق ملف أسري الحرية وإطلاق سراحهم جميعا.

وأعرب الرئيس
عباس في ختام كلمته عن أمله في إجراء الانتخابات الفلسطينية الرئاسية
والتشريعية بعد إنجاز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، مضيفا "أن صعوبة
الأوضاع التي نمر بها ليست مبررا لعدم القيام بما يمليه علينا الواجب وما
ينص عليه القانون الأساسي ولذلك أصدرت مرسوما لإجراء الانتخابات الرئاسية
والتشريعية في موعدها المحدد يوم 24 يناير المقبل، والتي ستشمل حكما الضفة
الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة"